شفيق يعتذر ويدعو لمخرج كريم لمبارك والمعارضة تدعو للتعجيل برحيله

تاريخ النشر: 03 فبراير 2011 - 11:08 GMT
المعارضة: الرحيل اولا
المعارضة: الرحيل اولا

رفضت المعارضة المصرية الابرز المتواجدة في ميدان التحرير الحوار مع السلطة مشترطة رحيل الرئيس مبارك اولا، وسط انباء بثها التلفزيون المصري عن حوارات مع سليمان وشفيق الذي استعد للنزول الى ميدان التحرير معتذرا عن احداث "البلطجة" التي حدثت الاربعاء .

شفيق يعتذر عن احداث الاربعاء

طالب رئيس الحكومة المصرية احمد شفيق في مؤتمر صحافي الخميس بضرورة البحث عن مخرج كريم للرئيس حسني مبارك من الحكم، مشيرا إلى المراسم التي رافقت خروج الملك فاروق في مصر رغم الغضب من طريقة حكمه.

ونفى شفيق ما تردد عن استقالته على خلفية أحداث العنف الأخيرة أو انه على خلاف مع النظام. وفي مؤتمر صحفي عقده الخميس: "بدأنا عملية الحوار والتفاهم، الحوار يعني أنني لن أتمسك برأيي إلى ما لا نهاية، بل الجلوس على الطاولة بنية التفاوض، وإن لم أحقق كل طلباتي فلا يجب أن أوقف المفاوضات."

ودعا شفيق إلى عدم الدخول في أجواء الحوار "بسقف مقفل،" وقال إن أحدا "لا يمكن له القطع بعدم وجود مؤامرة في ما يجري، ولكن حتى لو أن المؤامرة موجودة، فنحن نتحمل المسؤولية لأننا سمحنا لها بإحداث شرخ بيننا."

وأكد رئيس الحكومة المصرية عدم وجود خوف على الوضع المعيشي حالياً، ولكنه اعتبر أن استمرار الأمر لأيام قد يؤثر على البلاد، ولفت إلى الحجم الضخم للدمار الذي ستعاني منه مصر طويلاً." وأكد أن التحقيقات الرامية إلى التدقيق في الخلل الأمني ستحاسب الوزير السابق المسؤول عن الأمن إذا أظهر التحقيق مسؤوليته.

وعلق شفيق على الدعوات المتواصلة لإقالة الرئيس المصري وعلى خطوات نشر الفوضى وفتح السجون قائلاً: "أخذنا الكتالوج التونسي وطبقناه بمصر، والخارج يريد ذلك، ونحن نريد أن نأخذ من الموضوع ما يتناسب مع الوضع ونلفظ ما لا نتناسب."

وتطرق شفيق إلى المواجهات التي جرت بين موالين للرئيس مبارك ومعارضين له في ميدان  التحرير، وقال: "بعد خطاب الرئيس (مبارك) الذي أوضح فيه رؤيته للقرارات المستقبلية ونيته بعدم ترشيح نفسه، كان للخطاب رد فعل استشعرنا مردوده الإنساني بكل منزل بالدولة، وكان هناك  تعاطف مع ما جرى، واندفع الناس في الشوارع في مسيرات."

وتابع: "كانت المسيرات تنطلق بشكل حضاري وفق أكبر الديمقراطيات في العالم، فالكل في موقعه بشكل مشرف وكنا نفخر بما يجري لأنه مشرف، عند الظهيرة حصل ما لم يكن بالحسبان إذ تقدمت مجموعات لا يمكن لي حتى الآن تخيل كيفية دخولها ووصولها إلى المكان، وما إذا كان قد رتب لها أم خرجت بشكل تلقائي."

وأضاف: "هذه المجموعة دخلت وحصل احتكاك، وهو أمر طبيعي، لكن كان هناك الكثير من الشباب وحماسهم متدفق، وحصلت اشتباكات وتصاعدت الأمور ويبدو أنهم كانوا يحملون وسائل للضرب، مثل الخناجر، وقد أدت الدماء لإذكاء الفتنة، وهذا منظر سيظل يبكي قلوب المصريين لفترة طويلة جداً، لم يكن في الحسبان أن يصور ميدان التحرير وكأننا في معركة حربية."

وأردف: "خلاصة الأمر أن الموضوع أدى لليلة دامية وجرح عميق بين الجانبين، أتعهد أمامكم بأن الموضوع لن يمر، وأحد بنود التكليف هو التحقيق بموضوع غياب الأمن، هذا التحقيق سيتم وبمنتهى الدقة، لكشف المأساة والمهزلة التي جرت أمس لكشف الموضوع ما إذا كان مخططاً، ومن يقف خلفه ومن قد يكون قد خطط له وسيلقى المسؤول عقابه العلني، وقد اعتذرت في كل القنوات بصفتي الرجل الذي يقدر المسؤولية."

المعارضة: رحيل مبارك اولا

وأكدت أوساط المعارضة المصرية أن الحوار الذي أعلن نائب الرئيس، عمر سليمان، عن انطلاقته معها لن يضم إلا ثلاثة أحزاب، هي و"التجمع" و"الناصري،" و"الوفد"  الذي انسحب فيما بعد بينما رفضت أحزاب الغد والجمعية الوطنية للتغيير وحركات "كفاية" و"6 أبريل" وتجمع "البرلمان الشعبي،" عن المشاركة إن لم يتم تحقيق مطلبها الأساسي القاضي بتنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة.

وأكد رئيس حزب الغد المعارض أيمن نور لقناة "روسيا اليوم" التي تبث من موسكو  ان أعضاء حزبه وهو شخصيا لن يشاركوا في حوار مع النظام المصري "بعد براكين الدم التي انفجرت بالأمس جراء اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في ميدان التحرير". وشدد نور على ان لا حوار قبل رحيل الرئيس مبارك.

هذا واعتبر نور انه من المستحيل الجزم بشأن عدم رحيل مبارك واصراره على البقاء حتى نهاية عهده وتأييد الجيش والنظام له. وفي هذا السياق قال "لن أتحدث الا عن ارادة الناس.. وارادة الشارع.. ارادة الغالبية العظمى". 

وذكر التلفزيون المصري الرسمي أن رئيس الوزراء احمد شفيق مستعد للنزول الى ميدان التحرير لاجراء حوار مع المتظاهرين،

وكان أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري قد أعلن صباح  يوم الخميس 3 فبراير/شباط أن كل ما حدث يوم أمس في ميدان التحرير سيكون محل تحقيق من جانب الجهات المختصة ، وقال ان حكومته في صدد ان تجتمع مع ممثلي الأحزاب السياسية للتحاور معهم .

وقال محمد مصطفى شردى المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد أن الحزب لم يشارك اليوم فى الاجتماع الذى دعا إليه نائب رئيس الجمهورية، وأضاف شردى أن الاعتذار عن عدم الحضور جاء نتيجة ما حدث بالأمس من عدوان على شباب مصر فى ميدان التحرير، مدفوعا من بعض المدافعين عن مصالحهم من أعضاء الحزب الوطنى، الذين قاموا بأعمال البلطجة متصورين أنهم بذلك يدافعون عن بقائهم تحت سمع وبصر قيادات الحزب الوطنى والدولة

اما المعارض المصري البارز محمد البرادعي فقال انه وجماعة الاخوان المسلمين انهما رفضا دعوة وجهها رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق يوم الخميس الى اجراء حوار قائلين انه يتعين على الرئيس حسني مبارك أن يتنحى أولا

وكان محمد البرادعي جدد في مقابلة التي اجراها معه مراسل "سي بي اس" في القاهرة، بحسب مقتطفات بثت الاربعاء، رفضه عرض الحوار الذي قدمه سليمان، مشددا على ان لا حوار قبل رحيل مبارك. وقال "لن ادخل في اي حوار طالما مبارك في السلطة، لان هذا لن يؤدي الا الى منح النظام شرعية أعتبر انه فقدها". واضاف البرادعي "لا اظن انه (مبارك) يفهم ماذا تعني الديموقراطية. لا اظن انه يفهم انه عليه حقا ان يتخلى" عن السلطة.

وأشار رئيس حزب الغد  الى أن المعارضين كافة يؤمنون بقيمة الحوار، لكن هناك خلاف حول التوقيت، أي ان يبدأ الحوار الآن أو بعد تنحي الرئيس. وعبر ايمن نور عن يقينه بان الشارع المصري الذي خرج بالملايين ضد بقاء الرئيس "هو الذي طلب ألا نتحاور مع هذا النظام".  كما عبر نور عن اعتقاده اننا " أمام ثورة شعبية حقيقية.. هذه الثورة لها مطالب.. من يخرج عن مطالب هذه الثورة هو خارج هذه الثورة".

وفي وقت سابق قال التلفزيون الرسمي المصري ان نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان ووالفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء التقيا صباح الخميس، بمقر مجلس الوزراء مع مجموعة من ممثلي ورؤساء الأحزاب المصرية التي اتفقت على المشاركة في الحوار الوطني.

ويأتي هذا اللقاء، وفق ما ذكرت بدورها  وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية 'الرسمية' في إطار تنفيذ تكليفات الرئيس حسني مبارك لنائبه ورئيس الوزراء بإجراء حوارات مع قادة وممثلي القوى الوطنية، وزعماء الأحزاب السياسية في البلاد بشأن تحقيق الاستقرار، وبحث التعديلات التشريعية المتعلقة بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات مجلس الشعب.