بهدف تخفيف الضغط الأميركي على الجيش المصري، تبحث السعودية تقديم مساعدات لمصر بديلة للمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية للأخيرة على شكل مساعدات عسكرية كل عام، في حال قررت واشنطن قطع تلك المساعدات وفقاً لمصدر دبلوماسي عربي.
وتقدر قيمة إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لمصر بحدود 1.3 مليار دولار سنوياً.
وكانت ردود الأفعال الأميركية الأولية على ثورة الغضب في مصر والمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك، قد تطرقت إلى إعادة النظر في المساعدات الأميركية لمصر وتحميل الحكومة مسؤولة الأحداث الراهنة وبصرف النظر عن الدور الذي لعبته إقليمياً ودولياً لسنوات، كما ذكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري.
ويأتي تصريح الدبلوماسي العربي بعد أن أشارت تقارير صحفية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن ثلاث دول خليجية، هي السعودية والكويت والإمارات، تدرس تقديم مساعدات بقيمة خمسة مليارات دولار للجيش المصري، في حال قررت الإدارة الأميركية وقف المساعدات التي تقدمها له.
يشار إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية لمصر جاءت في أعقاب توقيع الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحيم بيغن في العام 1979.
وأصبحت مصر ثاني أكبر دولة تستفيد من المساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل، التي تحصل على ما يزيد على 3 مليارات دولار كمساعدات عسكرية.
اميركا تنفي تدخلها
في السياق اكدت اميركا مساء الاربعاء ان تصريحاتها بشأن الوضع في القاهرة ليست تدخلا في الشؤون المصرية.
جاء ذلك تعليقا على تصريحات وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط التي رفض خلالها دعوات أميركية للانهاء الفوري لحالة الطوارئ قائلا ان "واشنطن تحاول فيما يبدو فرض ارادتها على القاهرة وان النصائح السياسية الأميركية لا تساعد".
وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون العامة فيليب كراولي في مؤتمر صحافي "نحن لا نحاول املاء اي شيء فكما قلنا وشددنا مرارا سيكون هناك حل مصري واجراءات مصرية ضمن المرحلة الانتقالية المنتظمة".
واضاف "لكن من المهم ان ما تفعله مصر ينظر اليه على انه ذو مصداقية في عيون الشعب المصري ومن وجهة نظرنا فان ما قدموه حتى الان لا يصل الى تلك العتبة".
وتعليقا على تصريحات ابوالغيط قال كراولي "لا نرى انها تدخل فيما نقيم هذه العملية ونقيم ماذا يجري.. من وجهة نظرنا تحتاج الحكومة المصرية الى اظهار انها جادة في السعي لهذه المرحلة الانتقالية".
واوضح "كانت هناك التزامات قدمتها الحكومة والان من المهم ان يكون هناك اجراءات حقيقية تتوافق مع هذه التعهدات".
وذكر كراولي "مع كل احترامي لوزير الخارجية المصري يجب الا يكون مندهشا اذا كانت هذه الكلمة التي استخدمها من دعوتنا الى الغاء قانون الطوارئ".
واضاف "لقد دعونا الى هذا الامر لسنوات اذا لم يكن لعقود وما نريد ان نراه لمصر ونعتقد انه حيوي لمستقبل مصر هو اجراء انتخابات حرة وعادلة وذات مصداقية".