أغصان زيتون ورصاص في موسم الحصاد في الضفة الغربية

تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2010 - 09:56 GMT
فلسطينيات يغطين انوفهن بسبب كثافة الغاز المسيل للدموع الذي القته قوات الاحتلال على نشطاء يجمعون الزيتون في قرية بيت امر في الخليل/أ.ف.ي
فلسطينيات يغطين انوفهن بسبب كثافة الغاز المسيل للدموع الذي القته قوات الاحتلال على نشطاء يجمعون الزيتون في قرية بيت امر في الخليل/أ.ف.ي

لا توجد صلة عادة بين البنادق النصف الية وحصاد الزيتون لكن هنا في الضفة الغربية تقع مصادمات بين المستوطنين اليهود والمزارعين الفلسطينيين كل عام.

ويوم الجمعة أول أيام موسم الحصاد الرسمي هرب فلسطينيون مكلفون بجمع المحصول فزعين حين اطلقت عدة رصاصات وظهر ثلاثة او اربعة مستوطنين يهود يحملون بنادق يجرون ويقبعون بين اشجار الزيتون.

واستدعيت القوات الاسرائيلية المتأهبة لمثل هذا الصدام الى مستوطنة الون موريه بعدما اطلقت اعيرة نارة قرب المستوطنة الواقعة شرقي نابلس في الاراضي التي تحتلها اسرائيل.

وسردت روايات متباينة من جانب الفلسطينيين والمستوطنين وتبادلا الاتهامات بشأن من هو الباديء بأعمال العنف. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات فيما القي القبض على فلسطيني.

وقال جيرشون ميسيكا من مجلس مستوطني السامرة "كل عام في موسم حصاد الزيتون يأتي نشطاء يساريون متطرفون من اسرائيل والعالم ويحاولون اثارة استفزازات وصراعات لتشوية اسم اسرائيل."

وذكر ان نشطاء من خارج المنطقة اثاروا مشاكل وان الفلسطينيين هاجموا مستوطنا. وقال الفلسطينيون ان المستوطنين ابعدوهم من البستان وهم يطلقون الرصاص في الهواء.

وعلى مقياس ريختر للحوادث في الضفة الغربية فان هذه الحادثة مجرد هزة بسيطة. ولكن وقوع اعمال عنف مميتة خطر كامن في هذ الموسم حين يجمع فلسطينيون الزيتون من بساتين يعتقد مستوطنون يهود انها قريبة من منازلهم اكثر من اللازم مما يقوض شعورهم بالامن.

ومن المعتاد ان تشهد اسابيع الحصاد رشقا بالحجارة ومعارك بالايدى وحرق اشجار واطلاق رصاص لدرجة تدفع الجيش ووحدات الشرطة الاسرائيلية للاستعداد لهذه الفترة بشكل خاص.

وذكر تقرير لمنظمة اوكسفام الخيرية صدر في القدس يوم الجمعة "هجمات المستوطنين وتحرشهم بزارعي الزيتون امر شائع" ويتزايد وقت الحصاد.

ويوجد أكثر من مئة مستوطنة في الضفة الغربية والقدس الشرقية حيث يعيش نصف مليون يهودي بجوار 2.5 مليون فلسطيني.

ولا تقبل اسرائيل بحكم محكمة دولية بعدم شرعية المستوطنات رغم انها تعتبر مساكن اقامها يهود متطرفون في مواقع استيطانية غير مشروعة.

ويقاوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب فلسطينية وضغطا اميركيا لتمديد قرار تجميد جزئي لانشطة الاستيطان انتهي في 26 ايلول / ستبمبر بعد ان تم العمل به على مدار عشرة اشهر. ولا زالت مفاوضات السلام معلقة بسبب هذا الخلاف.

وذكر تقرير اوكسفام ان زيت الزيتون يحقق عائدا يصل الى 100 مليون دولار سنويا لافقر الاسر الفلسطينية ويمكن ان يزيد الرقم الى المثلين باستثمارات متواضعة وتغييرات بسيطة في اساليب الزراعة.

وقالت اوكسفام "تقوض العديد من العقبات - منها نقص الاستثمارات في الممارسات الزارعية الى تاثير عنف المستوطنين - الامكانات الحقيقية."

واثناء زيارة رويترز لبساتين الزيتون في الاسبوع الماضي قال محمد زبن انه لا يجد عمالا للقيام بعمليات الحصاد لخوفهم من هجمات المستوطنين.

وقال زبن (60 عاما) ولديه ستة ابناء انه تلقى اخطارا اسرائيليا بامكانية حصاده بستانه المتاخم لمستوطنة يتسهار تحت حماية الشرطة والجيش الاسرائيليين.

لكن الاشجار تقع اسفل المستوطنة مباشرة ولا يجرؤ احد على الذهاب الى هناك. لذا يقوم زبن وابنه بحصاد المحصول بمفردهما مدركين ان الحماية لن تتوافر الى الابد.

وقال ضابط بالجيش الاسرائيلي في الحقل رفض ذكر اسمه لانه غير مسموح له بالتحدث الى وسائل الاعلام "لا يمكننا حماية المنطقة باسرها."

ورفض دافيد ها عبري المتحدث باسم المستوطنين شكاوى "منظمات اجنبية" التي قال انها تقوم باعمال استفزازية للفت انتباه وسائل الاعلام وتصوير المستوطنين على انهم "مجموعة من العصابات العنيفة" ويظهرون في صورة من يهبون الى نصرة "المقهورين".