حثت بريطانيا المجتمع الدولي على مممارسة المزيد من الضغوط على الزعيم الليبي معمر القذافي، فيما اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون كل الخيارات بشأن ليبيا بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران.
ودعا وليام هيج وزير الخارجية البريطاني الى اجراء تحقيق دولي في العنف الذي تمارسه الدولة الليبية في حين كثفت قوات القذافي حملتها المستمرة منذ اسبوع لقمع المحتجين الذين يطالبون بانهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما.
وقال هيج لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان على المجتمع الدولي ان "يزيد الضغوط على نظام يرتكب بكل المعايير جرائم خطيرة."
وقال ان فظائع ارتكبت وان احتمالات عدم بقائه سياسيا باتت كبيرة.
وقال "سنبحث عن سبل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الافعال..سنرغب في شكل من أشكال التحقيق الدولي."
وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ان بلاده تبحث مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي كيفية تحسين تنسيق السبل لاخراج اشخاص من عدد من الدول المختلفة من ليبيا خلال الايام القليلة القادمة.
وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات شديدة في الداخل بسبب تعاملها البطيء في اجلاء الرعايا البريطانيين من ليبيا حيث تخلفت عمليات الانقاذ التي قامت بها عن مثيلاتها في الدول الاوروبية الاخرى.
واعتذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن هذا التأخير.
وقال كاميرون لهيئة الاذاعة البريطانية "اعبر بالطبع عن اسفي الشديد..هناك دروس يجب تعلمها من هذا ..الان يجب ان تتمثل الاولوية في اعادة المواطنين البريطانيين الى بلادهم."
واجتمعت لجنة أزمات رفيعة المستوى تابعة للحكومة البريطانية لمناقشة الازمة. وتعمل الحكومة البريطانية على اجلاء نحو 170 عامل نفط بريطانيا يعملون في مخيمات صحراوية نائية في ليبيا وبعضهم طلب المساعدة بعدما نهب لصوص سياراتهم ومؤنهم.
ونقلت قناة سكاي نيوز عن مصادر قولها ان قوارب البحرية البريطانية وهي من وحدات القوات الخاصة مستعدة لعملية انقاذ ممكنة في ليبيا لكن الحكومة البريطانية لم تعلق على الامر. وقال وزير الدفاع البريطاني ان القيام بعملية انقاذ عسكرية يعتمد على الوضع على الارض.
وقال في مقابلة تلفزيونية مجمعة "اذا استطعنا نقل الاشخاص برا وادخالهم الى مصر او الى تونس برا فهذا سيكون بكل وضوح اقل خطورة."
وأضاف "من الصعب جدا على سبيل المثال معرفة نوع دفاعاتهم الجوية في ليبيا. يجب ان نقلل المخاطر الى ادنى مستوى بالنسبة لقواتنا المسلحة ونحاول في نفس الوقت ضمان اعلى مستوى لسلامة المواطنين البريطانيين."
وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان الفرقاطة البحرية البريطانية اتش ام اس كامبرلاند رست في ميناء بنغازي الليبي واستقبلت اكثر من 100 بريطاني. وأضافت ان ثلاث طائرات تحمل بريطانيين غادرت طرابلس اليوم الخميس.
ومن جانبه، قال البيت الابيض ان الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون جدوي كل الخيارات بشأن ليبيا بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "حين نبحث كل الخيارات .. وهذا الخيار تم طرحه على الاقل في الصحف ولكن بالتأكيد جرت مناقشته في مواقع أخرى .. فاننا حين نبحث تلك الخيارات ننظر في الجدوى.. وأعني ذلك بمفهومه الواسع."
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قالت في وقت سابق الخميس ان الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات تتجاوز السعي لتعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في محاولة لوقف العنف في البلاد. ولم تذكر الوزارة تفاصيل.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون كبار ان الاتحاد الاوروبي يدرس عدة خيارات لاجلاء ما بين خمسة الاف وستة الاف اوروبي ما زالوا في ليبيا منهم عدد كبير من العاملين بشركات النفط وأضافوا ان هناك احتمالا لنشرة قوة تدخل عسكرية انسانية.
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الاوروبي "نحن على اتصال مع الدول الاعضاء بالاتحاد لمعرفة ما اذا كان من الممكن استخدام مواردها وقواتها المدنية والعسكرية من اجل هذا (اجلاء المواطنين الاوروبيين)."
وقال الاتحاد الاوروبي انه يعمل مع الامم المتحدة واليابان والولايات المتحدة واخرين للتأكد من تنسيق عملية المساعدات.
