أظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب الأردني 2024، اليوم الأربعاء، فوزا كبيرا لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذي حصل على 32 مقعدا في المجلس، منها 18 مقعدا على المستوى الوطني و14 على مستوى الدوائر، وبنسبة 23,9 % من اجمالي اعضاء المجلس.
كما حصل الحزب على نحو نصف مليون صوت، متفوقا بفارق كبير عن أحزاب الموالاة ومحققا تقدما ملحوظا في مقاعد القوائم المحلية، خاصة في المناطق العشائرية، بما في ذلك البادية الشمالية.
توجيهات الملك عبد الله الثاني
وفي تعليق له عبر منصة "X"، أكد الكاتب ياسر أبو هلالة أن هذه النتائج جاءت بتوجيه من الملك عبد الله الثاني، وأنه لم يتم التزوير كما حدث في انتخابات سابقة.
وقال: "إن الملك هو من سمح بهذه النتيجة ، ولم يحصل تزوير كما في أكثر من انتخابات ، وكانت الأوساط المطلعة تقول إن من المسموح حصول الإسلاميين على 20 مقعدا ، وسيحصلون على الترتيب الأول في القائمة الوطنية لكن سيرجعون للمركز الثاني ويقدّم عليهم حزب الدولة ( الميثاق )" .
رسائل الملك للداخل والخارج
وأشار أبو هلالة إلى أن هذه النتائج تحمل رسائل متعددة للداخل والخارج:
- خارجيا رسالة لمواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية، إن هذا مزاج الشارع وعليكم ان تتعاملوا معه. من خلال تقديم تنازلات للفلسطينيين وليس الضغط على الأردن لتقديم تنازلات.
- رسائل لمعسكر الثورة المضادة ( وخصوصا الإمارات والسعودية ) إنه لا بد من تقديم مساعدات حقيقية مؤثرة وإلا فإن الشارع مع الاسلاميين
- رسالة محلية واضحة كما حصل في انتخابات 1989 حريات مقابل الفقر ! لا توجد أموال والناس تدبر أمورها. واحتواء التيار الإسلامي من خلال الصندوق بدلا من الانفجار في الشارع .
- ورسالة لأحزاب المولاة ، لا دلال وتزوير لصالحكم، اكسبوا الشارع بذراعكم.
أحداث 7 أكتوبر
وأوضح أبو هلالة، أن فوز جبهة العمل الإسلامي يعكس بدقة المزاج الشعبي بعد أحداث 7 أكتوبر، وأن الحملة الانتخابية ركزت على قضايا مثل "طوفان الأقصى" ورمز "المثلث الأحمر" الذي شكل عنوانًا رئيسيًا للحملة.
هذه الانتخابات تبرز بوضوح التغيير الكبير في المشهد السياسي الأردني، وتسلط الضوء على التحولات في الاتجاهات الشعبية والرسائل السياسية التي تحملها النتائج.
