في جديد تطورات الوضع في العراق، شكك الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في امكانية اجراء انتخابات حرة قبل ايار/مايو المقبل. فيما أكد وزير الخارجية الاميركي ان محاكمة الرئيس العراقي المخلوع لن تتم قبل نقل السلطة للعراقيين.
وميدانيا، نجا عضو في مجلس محافظة الموصل من محاولة اغتيال تعرض لها اليوم.
انان
شكك الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بإمكانية نجاح أجراء انتخابات نزيهه وحرة لحكومة عراقية مؤقتة في ايار/مايو المقبل، مشيرا الى أن الاشهر الثلاثة المقبلة قد لا تكون كافية لإجراء ترتيبات لهذه الانتخابات ولا سيما في ظل الاوضاع الامنية والسياسية الراهنة بالعراق.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده انان أمس مع أعضاء مجلس الحكم العراقي في نيويورك برئاسة عدنان الباجه جى وممثلي سلطة التحالف بول بريمر الحاكم المدني الاميركي والسفير جيرمي ستوك ممثل الجانب البريطاني.
كما رفض الامين العام، وفقا لوكالة الانباء الاماراتية، منح الموافقة الفورية على طلب مجلس الحكم القاضي بإيفاد بعثة دولية للمساعدة فى تقييم إمكانية أجراء الانتخابات في موعدها المحدد وتقديم المشورة بهذا الخصوص, أو تسمية ممثل خاص له في العراق بأسرع وقت ممكن، مشيرا الى أن هذين الاجرائين يتطلبان قبل اتخاذ قرار بشأنهما توفر المزيد من المعلومات الاضافية التقيمية حول حقيقة الوضع العراقي ولا سيما خلال الفترة التى تلت خروج موظفي الامم المتحدة من العراق في أغسطس الماضي أثر أحداث تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد حتى الآن.
وتساءل انان عما اذا كانت الظروف السياسية والامنية الحالية بالعراق تسمح بأجراء الانتخابات اعتبارا من ايار/مايو المقبل وقال ان دور الامم المتحدة سيقتصر خلال الاشهر القليلة القادمة أي قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل على إجراء المزيد من المشاورات والمباحثات الفنية والتقنية الموسعة مع أعضاء مجلس الحكم العراقي وسلطة التحالف من اجل تقييم حقيقي للواقع الميداني بالعراق على أن تستأنف الامم المتحدة دورها التدريجي هناك مع مطلع تموز/يوليو المقبل.
كما رهن انان عودة موظفي الامم المتحدة إلى العراق بتوفر شروط الامن والسلامة المناسبة لهم ونوه الى أن ممثلي مجلس الحكم العراقي وممثلي سلطة التحالف تعهدوا له خلال مباحثات أمس بتوفير الامن المناسب لهؤلاء الموظفين فور عودتهم الى العراق. وذكر بأن نتائج المباحثات التي سيجريها مع الجانبين على مستوى الخبراء التقنيين ستمكنه من اتخاذ القرار اللازم بشأن طلب إرسال وفد دولي الى العراق لتقييم الانتخابات القادمة.
اجتماع بين اعضاء مجلس الحكم والامم المتحدة
واجتمع اعضاء مجلس الامن الدولي مساء امس الاثنين في نيويورك مع اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي وذلك بعيد اعلان كوفي انان انه لا يزال بحاجة الى معلومات فنية اضافية قبل اتخاذ قرار ارسال بعثة الى العراق تدرس امكانية اجراء انتخابات.
وشرح رئيس الوفد العراقي عدنان الباجه جي لاعضاء المجلس طلب بلاده المدعوم من واشنطن من الامم المتحدة ارسال بعثة الى العراق لنزع فتيل الازمة السياسية مع الشيعة. ورد الباجه جي لاكثر من ساعتين على اسئلة اعضاء المجلس.
وقال الرئيس الدوري لمجلس الامن سفير تشيلي هيرالدو مونوز ان المجلس "رحب بفكرة امكانية الامين العام ارسال هذه البعثة الى العراق لتحديد ما اذا كان بالامكان اجراء انتخابات ام لا".
واضاف "وفي هذا السياق ادرس امكانية ارسال بعثة الى العراق لتقديم نصائح ميدانيا" مضيفا ان فريقا اخر يتكون من اربعة اشخاص سيرسل لدراسة القضايا الامنية.
واوضح مونوز "بالتأكيد، سيعين (الامين العام) فريقا لانه سيرسل فريقا. متى سيفعل ذلك؟ ان القرار يعود له".
وطلب التحالف دعم الامم المتحدة لنزع فتيل ازمة نشبت مع الشيعة الذين يلح زعيمهم الروحي آية الله علي السيستاني على تنظيم انتخابات مباشرة لتعيين اعضاء المجلس الانتقالي بينما ينص اتفاق الخامس عشر تشرين الثاني/نوفمبر بين التحالف ومجلس الحكم الانتقالي العراقي على اجراء انتخاب هذا المجلس بشكل غير مباشر.
واعلن وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري ان الامين العام "يصر على توافق تام بين اعضاء مجلس الامن" مضيفا ان "الشعور السائد هو انه يتوجب على الامم المتحدة ان تسرع في عملها". واكد انه "خلال الايام المقبلة سيكون هناك تحرك في هذا المجال".
باول
من ناحية اخرى، أكد كولن باول وزير الخارجية الاميركي أن محاكمة صدام حسين الرئيس العراقي المخلوع لن تتم قبل عملية نقل السلطة إلى العراقيين بنهاية حزيران/يونيو المقبل. وقال للتلفزيون الاسترالي امس ان محاكمة صدام تحتاج الى اعداد وهو لن يكون متاحاً قبل الاول من تموز/يوليو، واضاف "اعتقد أن المحاكمة من الافضل ان تتم بعد تسليم السلطة للعراقيين" في الأول من تموز/يوليو المقبل. كما دافع باول مجدداً عن مبررات شن الحرب رغم عدم العثور على اسلحة الدمار الشامل.
تطورات ميدانية
اعلن مسؤول في الشرطة العراقية ان عنصرا في الشرطة العراقية قتل اليوم برصاص اطلقه مجهولون في الموصل حيث نجا العضو في مجلس محافظة الموصل المسؤول عن الملف الامني سالم الحاج عيسى الاثنين من محاولة اغتيال اصيب فيها اثنان من حراسه بجروح خطيرة.
وقال المقدم عبد الازل حازم مسؤول اعلام مديرية شرطة محافظة الموصل (400 كلم شمال بغداد) لوكالة الصحافة الفرنسية ان "المفوض في الشرطة العراقية عاصم احمد قتل برصاص مجهولين كانوا يستقلون سيارة في الساعة 00،8 بالتوقيت المحلي (00،05 توقيت غرينتش) في حي القاهرة شمال المدينة".
واضاف ان منفذي الاعتداء تمكنوا من الفرار.
وقال الطبيب الشرعي احمد عبد الله رجب في مستشفى الموصل ان القتيل اصيب
ب25 رصاصة في مختلف انحاء جسمه.
وكان المقدم في الشرطة اعلن في وقت سابق ان العضو في مجلس المحافظة سالم الحاج عيسى "تعرض في الساعة 30،14 بالتوقيت المحلي (30،11 توقيت غرينتش) لمحاولة اغتيال".
واوضح ان "مجهولين كانوا يستقلون سيارة زرقاء اطلقوا النار عليه اثناء وصوله الى منزله الكائن في حي البعث وسط المدينة مما ادى الى اصابة اثنين من حراسه الشخصيين بجروح خطيرة نقلوا على اثرها الى المستشفى".
واضاف ان "تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة الدوافع والاسباب التي تقف وراء عملية محاولة الاغتيال".
وهذه ليست المحاولة الاولى لاغتيال احد اعضاء مجلس محافظة الموصل الذي
يضم 25 شخصا. فقد تعرض العضو في المجلي اللواء محمد خيري الى محاولة اغتيال ادت الى اصابته بجروح قبل ان يغتال مجهولون الشيخ جلال سليم الخالدي الشهر الماضي.
العثور على صواريخ وقذائف في كركوك
وفي تطور اخر، قال مسؤول في الشرطة العراقية انه تم العثور على صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون اثناء عملية تفتيش نفذتها عناصر من الشرطة في منطقة شمال المدينة.
وقال مدير دائرة المباحث في كركوك اللواء الركن سعيد عبد الهادي العبيدي "عثرنا على عشرين صاروخ كاتيوشا ومنصتين للاطلاق وستة قذائف هاون عيار ستين ميليمتر في حي العمل الشعبي" على بعد عشرة كيلومترات شمال كركوك.
ويبعد هذا الحي حوالى خمسة كيلومترات عن مقر القوات الاميركية في مطار كركوك الرئيسي.
وقال ان القوات الاميركية التي تم ابلاغها "قامت باغلاق المنطقة ونقلت الصواريخ والقذائف الى منطقة مخصصة لابطال مفعولها"—(البوابة)—(مصادر متعددة)
